ريان لم يكن شريرًا، لكنه كان عنيدًا جدًا، يظن أن القوة تعني الصوت العالي، وأن الذكاء يعني أن تتصرف وحدك.
كان يقول دائمًا:
ريان: "اللي يعرف يجري ويهاجم الأول هو اللي يكسب!"
أما سكان الغابة، فكانوا يحبونه لكنهم يخافون من تهوّره.
في صباح ضبابي، اجتمعت الحيوانات عند البومة العجوز حكيمة الغابة.
قالت البومة بصوت هادئ:
البومة: "الغابة بتتغير… في عاصفة قوية جاية، ولازم نتحرك بحكمة."
قال الأرنب بخوف:
الأرنب: "والنهر؟ ممكن يفيض!"
قاطعه ريان بسخرية:
ريان: "عاصفة إيه؟ الغابة دايمًا قوية!"
نظرت البومة إليه طويلًا وقالت:
البومة: "اللي ما يسمعش، بيتعلّم بالطريق الأصعب."
جاءت العاصفة ليلًا…
رياح قوية، أمطار غزيرة، وأصوات مخيفة.
انفصل ريان عن مجموعته وهو يجري وحده، حتى وجد نفسه عند وادي الظلال، حيث الأرض زلقة والماء سريع.
حاول الرجوع… لكن الطريق اختفى.
همس بخوف:
ريان: "أنا… تايه."
سمع صوتًا هادئًا:
"مفيش طريق بيتفتح للجري، الطريق بيتفتح للصبر."
كانت سلحفاة عجوز اسمها نَورا.
قال ريان بعصبية:
ريان: "مش وقت كلام! لازم أطلع!"
ابتسمت نَورا:
نَورا: "السرعة مش دايمًا إنقاذ."
علّمته كيف يثبت قدميه على الصخور واحدة واحدة، ونجحوا في العبور.
لأول مرة… شكر ريان أحدًا.
في الغابة المكسورة، وجدوا عش طيور مهدوم وصغار يبكون.
قال ريان:
"مش مشكلتي!"
ثم توقف… وتذكّر البومة.
قال بهدوء:
"بس… لو سبناهم، ممكن يموتوا."
ساعدهم رغم التعب.
شعر بشيء جديد في قلبه… دفء.
فجأة… انزلقت قدم ريان وسقط في حفرة عميقة!
صرخ:
ريان: "ساعدوني!"
لكن صوته لم يكن غاضبًا هذه المرة… كان صادقًا.
جاءت الحيوانات، تعاونوا، وأنقذوه.
قال الأرنب:
"لما تسمع، إحنا نسمعك."
بعد العاصفة، اجتمعت الحيوانات من جديد.
قالت البومة:
"إيه اللي اتغيّر؟"
رد ريان بصوت منخفض:
"القوة مش في الصوت… القوة في إنك تسمع، وتفهم، وتساعد."
ابتسمت البومة، وارتدّت أصداء صوته في الغابة…
لكن هذه المرة، كان صدى حكمة.
الاستماع مهم قبل التصرّف
القوة الحقيقية في التعاون
الأنانية تضيّعنا، والمشاركة تنقذنا
