🌳 حكاية الشجرة الصغيرة
كان يا ما كان، في حتّة خضرا كده على أطراف الغابة، كانت فيه شجرة صغيرة لسه طالعة جديد، ضعيفة ورقيقة كأنها خجولة من الدنيا. حواليها شجر كبير، فروعه بتوصل للسما، وظلاله بتغطي الأرض كلها.
الشجرة الصغيرة كانت تبص عليهم وتتنهد وتقول:
"آه يا ريت أكبر بسرعة زيهم... نفسي أكون شجرة كبيرة الكل يقعد تحت ظلّي!"
وكانت الطيور تيجي وتقف على الشجر الكبير، وتغنّي بصوت جميل.
الشجرة الصغيرة تزعل وتقول:
"ولا طير بيرضى يقف عندي، أصلّي صغيرة وضعيفة!"
وفي يوم، هبّت ريح جديدة، قوية جدًا، هزّت كل الشجر في الغابة.
الشجر الكبير بدأ يتمايل، وبعضه اتكسر من شدّة الهوا، إنما الشجرة الصغيرة كانت بتتحرك يمين وشمال بس ما وقعتش!
الريح استغربت وقالت:
"هو إزاي الشجرة الصغيرة دي لسه واقفة؟"
ضحكت الشجرة وقالت:
"أصلّي لسه طرية، وبعرف أتميل مع الهوا... الكبير قوي ساعات بيتكسر لو ما عرفش ينحني."
ولما خلصت العاصفة، الشجرة الصغيرة بصّت حواليها وشافت إن ربنا نجاها، وبدأت المطر ينزل يسقيها، وكل يوم كانت تكبر شوية شوية، لحد ما بقت شجرة جميلة، عليها ورق أخضر وطيور كتير بتغنّي فوقها.
وقتها قالت وهي فرحانة:
"اتعلمت إن كل حاجة ليها وقتها... والنمو مش بالسّرعة، ده بالصبر!"
ومن يومها، أي زرعة صغيرة تطلع جنبها، كانت تقولها برقة:
"ما تستعجليش يا حبيبتي... الكبر جاي، بس بالهدوء والصبر." 🌱
