مغامرة ليلى وكريم وعمر على شاطئ البحر

 


في صباح مشمس مشرق، استيقظت ليلى وهي مليئة بالحماس، فقد كان اليوم هو اليوم الذي انتظرت فيه كل أسبوع، وهو يوم الذهاب إلى البحر مع صديقينها المفضلين: كريم وعمر. كانت الرياح خفيفة والشمس تتلألأ على أمواج البحر، والطيور تطير فوق الشاطئ بأجنحة متلألئة.

ليلى ارتدت قبعتها الملونة ونظارتها الشمسية، وأخذت معها سلة مليئة بالسندوتشات والفواكه، بينما كان كريم يحمل كرة شاطئية كبيرة، وعمر أحضر لعبة مطاطية على شكل تمساح. كل واحد منهم كان متحمسًا جدًا، وتجمعوا عند الشاطئ وهم يضحكون ويخططون للعب طوال اليوم.

"اليوم سنبني أكبر قلعة رمل في العالم!" قالت ليلى وهي تشير إلى الرمال الناعمة الممتدة أمامهم.
"وأنا سأجمع أكبر عدد من الأصداف الملونة!" قال كريم مبتسمًا.
"والأمواج ستجعل اللعب أكثر متعة!" ضحك عمر وهو يركض باتجاه البحر.

بدأ الأطفال يبنون القلعة بكل شغف، مستخدمين دلاء صغيرة وأدواتهم، بينما يتنقلون بين المياه والرمل. الشمس كانت دافئة، والموج هادئ نسبيًا، لكن الأطفال لم يكونوا يلاحظون مدى عمق البحر في بعض المناطق أو قوة التيارات الخفية التي يمكن أن تجرفهم بعيدًا عن الشاطئ.


مع مرور الوقت، بدأ كريم يشعر بالفضول أكثر من المعتاد.
"أريد أن أسبح بعيدًا قليلًا لأرى ما هناك!" قال وهو ينظر إلى الأمواج الأكبر قليلاً بعيدًا عن الشاطئ.
ليلى شعرت ببعض القلق وقالت: "احذر، كريم! لا تذهب بعيدًا جدًا!"
لكن كريم لم يستمع، وركض نحو الأمواج وبدأ يسبح مبتعدًا عن الشاطئ تدريجيًا.

عمر لاحظه وحاول اللحاق به، لكن الماء كان سريعًا وقويًا أكثر مما توقعوا. فجأة، جاءت موجة عالية وقوية جدًا، جرفت كريم بعيدًا عن الشاطئ بسرعة كبيرة.

ليلى شعرت بالرعب، وصرخت: "كريم! انتظر! أنت تغرق!"
عمر ركض على الشاطئ وهو يحاول جذب انتباه الحارس، لكن قلبهم كان يخفق بسرعة والخوف يسيطر عليهم.


لحسن الحظ، كان هناك حارس شاطئ يُدعى سامي يراقب المنطقة، ورأى الموقف فورًا. جلس على كرسيه المرتفع، وأشار إلى زملائه ليحضروا الزوارق الصغيرة، ثم قفز سامي في الماء بسرعة مدهشة.

أثناء محاولته الوصول إلى كريم، كان الأطفال يشاهدون من الشاطئ، وهم يصرخون ويشعرون بالعجز، لكن سامي كان هادئًا ومتقنًا عمله. وصل إلى كريم، وأمسكه من الخلف وسحبه بحذر إلى الشاطئ.

عندما عاد كريم إلى الرمال، كان يرتجف من البرد والخوف، لكنه كان آمنًا. ليلى وعمر ركضوا نحوه، وعانقوه بشدة، والدموع تتلألأ في أعينهم.


بعد أن هدأت أعصابهم قليلًا، جلس الثلاثة على الرمال، والشمس ما زالت مشرقة، ولكنهم شعروا بخجل كبير من تصرف كريم.

حكى لهم سامي الحارس عن خطورة الغرق، وقال:
"البحر جميل وممتع، لكنه يمكن أن يكون خطرًا جدًا إذا لم نحترم قواعد السلامة. عليكم أن تعرفوا أن الأمواج التي تبدو هادئة يمكن أن تكون قوية جدًا تحت السطح، والتيارات يمكن أن تجرفكم بعيدًا بسرعة. لا تسبحوا أبدًا بعيدًا عن الشاطئ، وابقوا دائمًا تحت مراقبة الحراس، ولا تذهبوا وحدكم أبدًا."


الأطفال استمعوا بانتباه شديد، وبدأت ليلى تتحدث: "كنت أحاول أن أحمي كريم، لكن لم أستطع. لقد شعرت بالخوف الشديد."
كريم شعر بالندم وقال: "أنا آسف، لم أكن أعلم أن البحر يمكن أن يكون خطيرًا. لم أكن أقصد أن أسبب لنا أي مشكلة."
عمر أضاف: "لكن الحمد لله أن سامي كان هناك، لقد أنقذك، وعلّمنا درسًا مهمًا."

سامي ابتسم وقال: "الدرس الأهم هو أن نكون حذرين دائمًا، وأن نستمتع بالبحر بأمان. القوة الحقيقية هي معرفة حدودك والحرص على نفسك وعلى أصدقائك."


مع مرور الوقت، بدأ الأطفال يلعبون مرة أخرى على الشاطئ، لكن هذه المرة بقرب الشاطئ وتحت مراقبة الحارس. بنوا قلعة رملية ضخمة، وجمعوا أصدافًا ملونة، ولعبوا مع الأمواج الصغيرة التي لم تشكل أي خطر. كان الجميع سعيدًا، وضحكوا كثيرًا، وتعلموا أن المرح لا يعني المخاطرة بحياتهم.

ليلى قالت وهي تبتسم: "الآن نحن نستمتع بالبحر بأمان، وكل شيء أفضل بكثير."
كريم أومأ برأسه وقال: "لقد تعلمت درسًا لا أنساه أبدًا، يجب أن أكون حذرًا دائمًا."
عمر ضحك وقال: "وأنا سعيد أننا جميعًا بخير، وأننا تعلمنا كيف نحب البحر ونحترمه."


النهاية السعيدة والحكمة:

منذ ذلك اليوم، أصبح الأطفال الثلاثة زوارًا دائمًا للبحر، لكنهم تعلموا أهمية السلامة والمراقبة. كل يوم، كانوا يأتون مع الحارس سامي، يبنون القلاع، يسبحون في أماكن آمنة، ويستمتعون بالموج والسماء الصافية، دون أي خوف.

وكلما نظروا إلى البحر، تذكروا الدرس المهم:

"البحر جميل وممتع، لكنه خطر إذا لم نحترم قواعد السلامة. الحذر والمعرفة ينقذان حياتنا، والمتعة الحقيقية تأتي عندما نستمتع بأمان."


إرسال تعليق

حقوق النشر © بحر الطفولة جميع الحقوق محفوظة
x