https://otieu.com/4/10032781

مغامرة بندق في الغابة العجيبة"

 



في صباحٍ مشرق، كانت بندق – البطّة الصغيرة الشجاعة – مستيقظة قبل الجميع. الشمس كانت تتسلل بخجل بين أوراق الأشجار، والطيور تغنّي لحناً جميلاً، لكن بندق شعرت بأن شيئًا غريبًا يحدث اليوم. كان هناك صوت خافت يأتي من قلب الغابة، صوت يشبه همهمة غامضة، وكأن الغابة نفسها تحاول أن تقول شيئًا.

بندق رفعت رأسها، نظرت حولها، ولاحظت ظلًّا يتحرك بين الأشجار. قلبها الصغير بدأ يدق بسرعة، لكنها شعرت بشجاعة غير معتادة. "لابد أن أكتشف ما هذا الصوت الغامض!" قالت لنفسها بحزم. وبدأت تمشي بحذر نحو الصوت، خطواتها الصغيرة على الأرض الرطبة كانت تصنع موسيقى خفيفة بين أشجار الغابة الكثيفة.

وبينما كانت تمشي، رأت الزهور تتفتح فجأة بطريقة لم ترها من قبل، وألوانها تتلألأ وكأنها أضواء ساحرة. ثم ظهر أمامها أرنب صغير يرتدي قبعة حمراء ويحمل خريطة كبيرة في يديه.

"أهلًا! أنتِ بندق، صحيح؟" قال الأرنب بابتسامة.
"نعم، من أنت؟" ردّت بندق بدهشة.
"أنا رومي، دليل الغابة العجيبة. وهناك مهمة عاجلة تنتظرك!"

رومي شرح لها أن هناك كنزًا مفقودًا منذ سنوات في أعماق الغابة، والكنز يحمل معه سرًّا مهمًا لكل الحيوانات. لكنه محمي بالألغاز والفخاخ، ومن ينجح في الوصول إليه، سيحصل على جائزة كبيرة، ليست ذهبًا أو فضة، بل حكمة عظيمة تغير حياته.

بندق شعرت بمزيج من الخوف والحماس، لكن الفضول كان أقوى. "سأذهب معك، رومي!" قالت بحماسة، وبدأت المغامرة.


العقدة والمشاكل:

بينما تمشي بندق ورومي، واجهتهم أولى التحديات: نهر سريع الجريان. لم يكن هناك جسر، والماء كان عميقًا جدًا. رومي حاول أن يقفز، لكنه كاد أن ينسحب من قوة التيار. بندق لم تستسلم، وبسرعة نظرت حولها ووجدت جذع شجرة سقط عبر النهر.

"تستطيعين القفز عليه، وسأساعدك!" قالت بندق لنفسها. بتوازنٍ مذهل، عبرت الجذع، ووصلت إلى الجانب الآخر. ثم ساعدت رومي على العبور.

وبعد ذلك، وصلوا إلى كهف مظلم، بداخله أصوات غريبة وهمسات خافتة. كل خطوة كانت تصنع صدى مخيف. لكن بندق قررت أن تواجه خوفها، وأشعلت فانوس صغير كانت تحمله، فظهر لهم خريطة مخفية على جدار الكهف تحتوي على الرموز الصحيحة للكنز.

لكن أصعب اختبار كان أمامهم: اللغز الأخير للحارس الحكيم للكنز، وهو بومة كبيرة بحكمة سنوات طويلة.

قالت البومة: "من يريد الكنز، عليه أن يجيب على سؤالي: ما الشيء الذي يكبر كلما شاركته مع الآخرين، لكنه لا ينقص أبدًا؟"

بندق فكرت مليًا، تذكرت كل ما رأته في الغابة، كيف ساعدت الحيوانات الصغيرة وكيف شاركت ما تعرفه. فجأة ابتسمت وقالت:
"الحكمة، يا سيدتي البومة. الحكمة تزداد عندما نشاركها مع الآخرين!"

ابتسمت البومة وأومأت برأسها. "إجابتك صحيحة يا بندق. لقد أثبتتِ شجاعتك وذكاءك."


النهاية السعيدة والحكمة:

مع توجيه البومة، وجدت بندق ورومي صندوقًا قديمًا، وعندما فتحوه، لم يجدوا ذهبًا أو جواهر، بل كتابًا قديمًا مليئًا بالقصص والحكايات التي تحتوي على حكم عظيمة لكل الحيوانات.

بندق شعرت بسعادة غامرة، لأنها لم تحصل على مجرد كنز مادي، بل حصلت على حكمة ومغامرة لا تنسى، واستطاعت أن تعود إلى أصدقائها في الغابة لتشاركهم كل ما تعلمته.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح كل حيوان في الغابة أكثر سعادة وذكاء، لأن بندق لم تحتفظ بالحكمة لنفسها، بل شاركتها مع الجميع، وهكذا عاشت الغابة في تناغم وسعادة.

الحكمة:

"الحكمة لا تنقص عندما نشاركها، بل تكبر كلما أعطيناها للآخرين."

إرسال تعليق

حقوق النشر © بحر الطفولة جميع الحقوق محفوظة
x