بحر الطفولة

موقع معلومات وقصص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة: "ليلى وشجرة الأمنيات"
















في قرية صغيرة هادئة، كانت تعيش طفلة اسمها ليلى، معروفة
 بفضولها الكبير وحبها للاستكشاف. كانت تحب التجول في الحقول، والاستماع إلى حكايات جدتها عن الأساطير القديمة.
وفي إحدى الأمسيات، جلست ليلى بجوار جدتها، وسألتها:
– "جدتي، هل صحيح أن هناك شجرة يمكنها تحقيق الأمنيات؟"
ابتسمت الجدة وقالت:
– "هناك شجرة اسمها شجرة الأمنيات، لكن لا أحد يعرف مكانها إلا من يستحق الوصول إليها. وهي لا تحقق الأمنيات إلا إذا كانت نابعة من قلب طيب، وليست من أجل الجشع أو الأنانية."
كانت الغابة مليئة بالأصوات الغريبة: زقزقة العصافير، وحفيف الأشجار، وأحيانًا صوت جداول الماء. بعد ساعات من المشي، تعبت ليلى وجلست تحت ظل شجرة كبيرة لتستريح. فجأة، سمعت صوتًا ضعيفًا ينادي:
– "هل يمكن أن تساعديني؟"
بحثت ليلى حولها، فرأت سلحفاة صغيرة عالقة بين أغصان متشابكة. بحذر، حررتها من الأغصان، ووضعتها على الأرض.
قالت السلحفاة:
– "شكرًا لكِ يا صغيرة. أنا لست سلحفاة عادية، بل حارسة الطريق نحو شجرة الأمنيات. كثيرون مروا بي وتجاهلوني، لكنكِ ساعدتِني دون أن تعرفي من أكون، وهذا يعني أن قلبكِ طيب."
ابتسمت ليلى بدهشة:
– "هل هذا يعني أنك ستدلينني على الشجرة؟"
– "نعم، لكن الطريق ليس سهلًا. ستواجهين ثلاث اختبارات، إذا اجتزتها، ستصلين."

الاختبار الأول: جسر الرياح
وصلا إلى نهر واسع، لا يوجد فوقه سوى جسر خشبي مهتز. قالت السلحفاة:
– "هذا جسر الرياح. ستمر رياح قوية أثناء عبورك، وإذا فقدت توازنك ستسقطين في النهر. المفتاح هو أن تتحركي بثقة وألا تنظري للأسفل."

الاختبار الثاني: بستان المرآة
دخلا إلى بستان مليء بالأشجار، لكن أوراقها كانت لامعة كالمرآة. قالت السلحفاة:
– "هنا سترين انعكاساتك، لكن ليست كلها حقيقية. بعضها سيحاول إقناعك بأنك ضعيفة أو غير قادرة. مهمتك أن تميزي بين الحقيقة والوهم."
بدأت ليلى تمشي، وفجأة رأت انعكاسًا لها يبدو صغيرًا وضعيفًا يقول:
– "عودي للبيت، أنتِ لن تنجحي."
لكنها ابتسمت وقالت:
– "أنا أؤمن بنفسي."
فتلاشى الانعكاس الكاذب، وواصلت السير حتى وجدت مخرج البستان.

الاختبار الثالث: حارس البوابة
أخيرًا، وقفت ليلى أمام بوابة ضخمة عليها قفل ذهبي. وبجانبها طائر ضخم يقول:
– "لكي تفتحي البوابة، عليكِ أن تجيبي على سؤالي: ما الشيء الذي إذا أعطيته لغيرك، كبرت حصتك منه بدل أن تنقص؟"
فكرت ليلى قليلًا، ثم ابتسمت:
– "الحب… والعطاء."
اهتزت البوابة وفتحت ببطء، ليظهر خلفها مشهد خلاب لشجرة ضخمة بأوراق ذهبية تتلألأ تحت أشعة الشمس.

لقاء الشجرة
اقتربت ليلى من الشجرة، وقالت بصوت هادئ:
– "أتمنى أن يعم الخير على قريتي، وأن يكون لدينا ماء نقي للجميع."
فأضاءت الشجرة، وبدأت قطرات ماء صافية تتساقط من أوراقها، لتتحول إلى جدول صغير يتجه نحو القرية.
قالت السلحفاة:
– "لقد كان بإمكانك أن تتمني أي شيء لنفسك، لكنك فضلتِ مصلحة الجميع. لهذا استحقيتِ هدية الشجرة."

العبرة والحكمة
الخير الذي تزرعه في الآخرين يعود إليك مضاعفًا.
والقلب الطيب يجد دائمًا الطريق لتحقيق أحلامه، حتى لو كان الطريق مليئًا بالتحديات.
لم تنم ليلى تلك الليلة. فكرة الشجرة لم تفارق ذهنها. وفي الصباح، قررت أن تبحث عنها. أخذت حقيبتها الصغيرة، وضعت فيها زجاجة ماء، وقطعة خبز، وكراسة رسم، وانطلقت إلى الغابة القريبة.
بدأت ليلى رحلتها مع السلحفاة، التي كانت تتحرك ببطء شديد.
تنفست ليلى بعمق، وبدأت تمشي بخطوات ثابتة. كلما هبت الرياح، كانت تتذكر كلمات السلحفاة: "لا تنظري للأسفل". وبعد لحظات طويلة، وصلت إلى الجانب الآخر.
عادت ليلى إلى قريتها، والجميع فرح بالماء النقي. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت رمزًا للعطاء والإيثار بين أهل القرية.

عن الكاتب

super baby

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بحر الطفولة