"ساق واحدة... وقلوب كثيرة تحكم" - قصه اكثر من رائعه

 

كان رجلٌ يجلس في الحافلة، وكانت مزدحمةً بالركاب إلى الحد الذي لم يتبقَّ فيه أي مقعد شاغر. دخلت امرأةٌ حامل، وبحثت بعينيها عن مكان تجلس فيه، فلم تجد، فوقفت بجانب الرجل الجالس. بدأت نظرات الناس تتجه نحوه، نظرات استنكار واستغراب، وكأنهم جميعًا يلومونه في صمتٍ لعدم قيامه من مقعده.

قالت سيدةٌ مسنّة بصوتٍ حاد: "يجب عليك أن تخجل! قم من مكانك لتجلس هذه السيدة الحامل."
ثم صرخ رجلٌ آخر غاضبًا: "ألا ترى أنها حامل؟! من الصعب عليها الوقوف لفترة طويلة!"

لكن الرجل لم يرد. التفتت إليه المرأة الحامل وسألته باستغرابٍ واستياء: "ألم ترَ أنني حامل؟"
فأجابها بهدوء: "حسنًا... سأقف."

وقف الرجل بصعوبة واضحة، وتحرك من مكانه، فجلست المرأة الحامل على المقعد بارتياح.
لكن حين نظر الجميع إلى الرجل، أصابتهم الصدمة... فقد كان يملك ساقًا واحدة فقط.

سادت لحظة من الصمت، تبعتها نظرات ندمٍ وخجل.
لقد تسرعوا في الحكم عليه، دون أن يعلموا بحقيقته، ودون أن يضعوا في الحسبان أن لكل إنسان معركته التي قد لا تكون مرئية للعيون.