تَحَدِّي النَّمِرِ لِمَلِكِ الغَابَةِ
في الصَّبَاحٍ اجْتَمَعَتِ الحَيَوانَاتِ داخِلَ عَرِينِ الأَسَدِ أَثِيرِ»،
يَحْكُونَ لَهُ عَنْ تَصَرُّفَاتِ النَّمِرِ السَّيِّئَةِ، فَتَعَجَّبَ الأَسْدُ مِنْ شَكْوَتِهِمْ،
وَسَأَلَهُمْ: هَيَّا احْكُوا لِي مَاذَا يَفْعَلُ مَعَكُمُ النَّمِرُ ؟».
أَجَابَ الْفِيلُ نَهِيمُ)»: «لَقَدْ أَصْبَحَ النَّمِرُ لَا يَعْمَلُ يَا سَيِّدِي، وَدَائِمَا مَا
يَجْلِسُ بِجوَارِ الشَّجَرَةِ الصَّغِيرَةِ، يَأخُذ الطَّعَامَ مِنْ جَمِيعِ الحَيَوَانَاتِ
الَّتِي تَمُرُّ أَمَامَهُ».
عَلَى الفَوْرِ تَوَجَّهَ الأَسَدُ زَئِيرُ إِلَى النَّمِرِ عِنْدَ الشَّجَرَةِ الصَّغِيرَةِ، وَهُوَ
يَسْأَلُه كَيْفَ حَالُكَ أَيُّهَا النَّمِرُ؟ هَل تَوَاجَهُ أَيَّ مُشْكِلَةٍ فِي
عَمَلِكَ ؟ » .
أَجَابَ النَّمِرُ : لَا يَا زَئِيرُ) فَأَنَا أَقْوَىٰ حَيَوَانَاتِ الغَابَةِ، لِذَلِكَ لَا
قَالَ الأَسَدُ «زَثِيرُ» : «إِنْ أَقْوَى حَيَوانَاتِ الغَابَةِ هُوَ الَّذِي يَعْمَلُ
وَيُحِبُّ الخَيْرَ لِلْجَمِيعِ ». فَقَاطَعَهُ النَّمِرُ، وَقَالَ: «لَا تَتَحَدَّثُ مَعِي بِهَذِهِ
الطَّرِيقَةِ، فَأَنَا أَحَقُّ مِنْكَ بِأَنْ أَكُونَ مَلِكًا لِهَذِهِ الغَابَةِ .
أَعْمَلُ، وَلَا أُحِبُّ العَمَلَ، وَالطَّعَامُ يَأْتِيَ إِلَيَّ بِدُونِ تَعِبٍ أَوْ إِرْهَاقِ
فَأَمَرَ الأَسَدُ «زَثِيرُ» أَنْ تَجْتَمِعَ كُلُّ الحَيَوَانَاتِ فِي عَرِينِهِ هَذَا الْمَسَاءَ،
وَدَعَا أَيْضًا النَّمِرَ . وَحِينَ اجْتَمَعَتِ الحَيَوَانَاتُ قَال الْأَسَدُ زَثِيرُ»:
النَّمِرُ يَرَى نَفْسَهُ أَحَقَّ مِنِّي بِلَقَبِ مَلِكِ الغَابَةِ مَا رَأَيْكُمْ ؟».
هنا قَالَتِ الزَّرَافَةُ: «مَنْ يَأْتِي مِنْكُمْ بِالْكَثِيرِ مِنَ الشِّمَارِ فِي صَبَاحِ الغَدِ،
لَهُوَ الْحَيَوَانُ الأَكْثَرُ قُوَّةً، وَيَسْتَحِقُ أَنْ يَكُونَ مَلِكَ الْغَابَةِ». وَوَافَقَ
الأَسَدُ وَالنَّمِرُ عَلَى هَذَا التَّحَدِّي.
فِي الصَّبَاحِ البَاكِرِ ، خَرَجَ الْأَسَدُ زَثِيرُ إِلَى الغَابَةِ لِيَجْمَعَ الثَّمَارَ، أَمَّا
النَّمِرُ كَانَ كَسْلَانَا فَأَتَى بِصُنْدُوقٍ وَجَلَسَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ يَنتَظِرُ وُقُوعَ
الثَّمَارِ . وَبَعْدَ دَقَائِقِ قَلِيلَةٍ كَانَ الأَسَدُ قَدْ جَمَعَ الكَثِيرَ مِنَ الثَّمَارِ،
وَالوَقْتُ مَرَّ عَلَى النَّمِرِ دُونَ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرِةٍ وَاحِدَةٍ. فَأَصْبَحَ الْأَسَدُ
زَيْرُ هُوَ الأَقْوَى وَمَلِكًا لِهَذِهِ الغَابَةِ.