https://otieu.com/4/10032781

ابيض واسود

 

















ابيض واسود 

كَانَ هُنَاكَ فَرَسٌ أَبْيَضُ يَسِيرُ وَحْدَهُ.. فَرَأَى وَادِيًا أَخْضَرَ ..بهِ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الأَحْصِنَةِ السَّوْدَاءِ ....فَسَارَ الْفَرَسُ الأَبْيَضُ وَسَطَهُمْ فَخُورًا بِنَفْسِهِ. وَأَخَذَ يَأْكُلُ مِنَ الْعُشْبِ الْأَخْضَرِ.كَانَ الْفَرَسُ الأَبْيَضُ يَشْعُرُ بأَنَّ لَوْنَهُ مُخْتَلِفٌ عَنْ زُمَلَائِه .. فَأَصَابَهُ الْغُرُورُ. وَكُلَّمَا اقْتَرَبَ مِنْهُ حِصَانٌ لِيُحَيِّيَهُ.. رَفَعَ رَقَبَتَهُ.. وَسَارَ فِي طَرِيقِهِ مُبْتَعِدًا عَنْهُ يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ.



أَصْبَحَ الْفَرَسُ الأَبْيَضُ مَكْرُوهَا مِنَ الْجَمِيعِ. فَشَعَرَ بذَلِكَ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ : لِمَاذَا يُعَامِلُنِي الْجَمِيعُ هَكَذَا؟!. لمَاذَا تَنْصَرِفُ عَنِّي الْخُيُولُ كُلَّمَا اقْتَرَبْتُ مِنْهَا؟تَرَكَ الْخَرَسُ الأَبْيَضُ الْمَكَانَ.. وَسَارَ يَبْحَثُ لِنَفْسِهِ عَنْ حَتَّى وَجَدَ سَهْلًا وَاسِعًا يَرْعَى فِيهِ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ الْأَحْنَةِ الْبَيْضَاءِ.. فَاقْتَرَبَ مِنْهَا فَرَحْبَتْ بِهِ..


انْضَمَّ الْفَرَسُ الْأَبْيَضُ إِلَىة الْبَيْضَاءِ، وَأَصْبَحَوَاحِدًا مِنْهَا .. وَبَعْدَ أَيَّامِ اكْتَشَفَ أَنَّ بَيْنَهُمْ مُهْرًا أَسْوَدَصَغِيرًا.تَعَجَّبَ الْفَرَسُ الأَبْيَضُ عِنْدَمَا وَجَدَ جَمِيعَالمُهْرَ الأَسْوَدَ..الأَحْصِنَةِ الْأَحْصِنَةِ تُحِبُّفَقَالَ لِنَفْسِهِ: هَذَا الْمُهْرُ الصَّغِيرُ يَخْتَلِفُ فِي لَوْنِهِ عَنْ بَقِيَّةِ زُمَلَائِهِ الْأَحْصِنَةِ.. فَلِمَاذَا تُحِبُّهُ وَلَا تَكْرَهُهُ مِثْلَمَاكَرِهَتْنِي الْأَحْصِنَةُ السَّوْدَاءُ ؟!


وَقَفَ الْفَرَسُ الأَبْيَضُ يُرَاقِبُهُ مِنْ بَعِيدٍ، فَوَجَدَهُ يُحَيِّي كُلَّ مَنْ مَعَهُ وَيُحَدِّثُهُ بِأَدَبٍ.. وَلَا يَتَكَبَّر عَلَى يُقَابِلُهُ،وقال الفرسُ الأب الأَبْيَضُ فِي نَفْسِهِ: الآنَ عَرَفْتُ كُمْ كُنْتُمُخْطب- • دَمَا ظَنَنْتُ أَنَّ لَوْنِي الأَبْيَضَ يُمَيِّزُنِي عَلَى زُمَلَائِي الأحْصِنَةِ السَّوْدَاءِ وَيَجْعَلْنِي أَتَكَبَّر عَلَيْهِمْ. مِنَ الآنَ سَأكُونُ أكْثَرَ تَوَاضُعًا .. أحْتَرِمُ الْكَبِيرَ.. وَأعْطِفُ عَلَى الصَّغِيرِ .. وَلَا أَتَكَبَّرُ عَلَى أَحَدٍ.




إرسال تعليق

حقوق النشر © بحر الطفولة جميع الحقوق محفوظة
x