حكاية الشجرة الجبارة والتجديد - اكثر من رائعه
في وسط الغابة الكبيرة، كانت فيه شجرة ضخمة الكل بيعتبرها رمز القوة والجمال. أوراقها كانت خضرا وبتلمع، بتظلل الحيوانات وتوفر مكان للطيور تعيش فيه. بس السنين عدّت، والشجرة بدأت تحس إن الزمن ساب عليها علاماته.
الأوراق بقت تقع أكتر، والأغصان بقت ضعيفة وكل ما تيجي ريح شديدة تلاقيها بتتكسر. حتى الجذع بتاعها اللي كان دايمًا قوي، بدأ يتشقق، والجذور بتاعتها ما بقتش تقدر تسحب الميّة من الأرض زي الأول. الشجرة كانت خايفة إنها تموت وتتحول لشجرة ناشفة مالهاش قيمة.
وفي ليلة من الليالي، جات عاصفة قوية ضربت الغابة، وقلبت الدنيا فوق تحت. شجر كتير اتقلع من جذوره، بس الشجرة الكبيرة صمدت، رغم إن العاصفة كسرّت نص أغصانها وخلّت شكلها تعبان جدًا. لما جه الصبح، الشجرة بصّت حواليها بحزن وقالت لنفسها:
"خلاص، أنا كده قربت على نهايتي."
لكن فجأة، سمعت صوت صغير جاي من تحت عند جذورها. نبتة صغيرة كانت طالعة من الأرض جنبها، وقالت للشجرة:
"ما تستسلميش، إنتِ لسه تقدري تعيشي. زي ما أنا بدأت صغيرة وكبرت، إنتِ كمان ممكن تبدأي من جديد."
الشجرة فكرت في الكلام ده، وقررت ما تيأسش. بدأت تسيب كل الأغصان اللي مكسورة وأوراقها اللي ميتة، وركزت طاقتها كلها على جذورها اللي لسه ماسكة في الأرض. يوم ورا يوم، بدأت براعم صغيرة تظهر على الأغصان اللي فضلت سليمة، والشقوق اللي في الجذع بدأت تتقفل ببطء.
ومع مرور الوقت، الشجرة بقت أقوى وأجمل من الأول. أغصانها الجديدة كانت مرنة، وأوراقها كانت خضرا أكتر من زمان. حتى جذورها بقت أعمق، وقدرت توصل لميّة أكتر تغذيها.
رجعت الشجرة تقف شامخة وسط الغابة، لكن المرة دي مش بس كرمز للقوة، كمان كرمز للأمل والصبر. بقت مثال لكل الحيوانات والطيور إن الحياة دايمًا بتدي فرصة جديدة، لو قررنا ما نستسلمش.
الحكمة:
الحياة ساعات بتاخد منا حاجات إحنا متعودين عليها، وتخلينا نحس بالضعف. بس وقتها لازم نفهم إن التغيير ده فرصة عشان نبدأ من جديد. القوة الحقيقية مش في إنك ما تقعش، لكن في إنك تقوم تاني وتبني نفسك مهما كان اللي حصل.