قصص الانبياء 

قصة سيدنا عيسى عليه السلام 

دعت امرأة عمران الله عز وجل ان يرزقها الولد حيث انها كانت لا تنجب ، وسوف تهبه لخدمة بيت الله "بيت المقدس" استجاب الله لها فحملت وجاء وقت المخاض فلما ولدت وجدت المولود انثي فحزنت اذ لم تكن الاناث تنقطع وتخدم في بيوت الله وقالت: ربي انى وضعتها انثي وليس الذكر كالانثي وسميتها مريم ولكن الله تقبل نذرها 

وتسابق الاحبار كل منهم يريد ان يكفل مريم فقال زوج خالتها زكريا انا احق بكفالتها ولكن الاحبار اصروا على موقفهم حتى اتفقوا ان يذهبوا الى النهر ويلقوا اقلامهم في النهر ومن يطفو قلمه يكفل مريم ، فالقوا اقلامهم فغاصت جميعا الا قلم زكريا ، نشأت السيدة مريم في بيت المقدس على عبادة الله وكما كلما دخل عليها زكريا يجد عندها طعاما لم يحضره بل انه طعام غير موجود بالاسواق مثل فاكهه الصيف في الشتاء 

فقال: يامريم من اين لك هذا؟ قالت: هو من عند الله والله يرزق من يشاء بغير حساب وظلت مريم تعبد الله وفي احدى المرات بينما كانت تتعبد ظهر لها سيدنا جبريل على صورة بشر فخافت منه وقالت له : انى اعوذ بالرحمن منك ان كنت تخاف الله فبشرها سيدنا جبريل بان الله سوف يخلق في بطنها ولدا دون ان تتزوج وانه سيكون نبيا وبارا بها 

حملت السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام لكنها خافت من كلام قومها فاعتزلت الناس وجاء وقت المخاض فاتكأت على جذع نخلة وقالت: ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ، اوحى الله الى السيدة مريم ان تأخذ ابنها وتذهب به الى قومها والا تتكلم 

ففعلت فلما رأوها استنكورا امرها فاشارت الى وليدها فانطقه الله عز وجل وقال لهم: انى عبد الله اتانى الكتاب وجعلنى نبيا لما شب عيسى عليه السام ارسلته امه ليتعلم فعرف بين زملائه بالذكاء وحسن الخلق لكن اليهود كانوا يتوعدونه دائما بالايذاء فخافت امه عليه ففرت به الى مصر 

ولما بلغ ثلاثه عشر سنه عادت به الى لقدس وعاشت ترعاه وتعلمه حتى بلغ الثلاثين عاما جاءه وحى الله بالرساله بدأ سيدنا عيسى عليه السلام دعوته الى بنى اسرائيل فاخذ يدعوهم للمحبة والسلام والزهد في الدنيا وكان عليه السلام عابدا زاهدا 

وقد اعطاه الله من المعجزات فكان يخلق من الطين على شكل طائر فينفخ فيه فيكون طيرا بقدرة الله ويعالج الاكمه والابرص ويحى الموتى بامر الله ويبلغ قومه بما يدخرون في بيوتهم كل هذه المعجزات حتى يؤمن به قومه لكن بنى اسرائل استكبروا وعاندوا ولم يؤمن منهم الا قليل ، كان عيسى عليه السلام يخرج معه اصحابه يدعون الناس للايمان وينتقلون من مكان الى اخر محتملين مشقة السفر وقله الطعام 

ظل عيسى عليه السلام يدعو بنى اسرائيل لمدة ثلاث سنوات ولكن اليهود قرروا التخلص من سيدنا عيسى بقتله وكان من بين تلاميذه منافق فدل اليهود على مكانه فاسرع اليهود اليه وكسروا الباب على سيدنا عيسى ومن معه فالقي الله شبه سيدنا عيسى على التلميذ المنافق فاخذوده وقتلوه صلبا ورفع الله سيدنا عيسى اليه 

////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 قصص الانبياء 

قصة سيدنا صالح 

كانت قبيلة ثمود تعيش في ارض مليئه بالخيرات في وادى القرى بين الحجاز والشام وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال حتى يكونوا امنين بالرغم من نعم الله على هذه القبيلة الا انهم كفروا وعبدوا الاصنام 

فارسل الله اليهم سيدنا صالح عليه السلام ليدعوهم الى عباده الله وحده لاشريك له والى مكارم الاخلاق وكان سيدنا صالح عليه السلام احسنهم خلقا وارجحهم عقلا فدعاهم الى عباده الله وترك الفساد فاستنكروا دعوته وقالوا له ماذا حدث لك ياصالح؟ هل جننت ؟ قد كنت اكثرنا عقلا 

ظل سيدنا صالح عليه السلام يدعو قومه، لكنهم كذبوه وطلبوا منه علامه واضحه من ربه حتى يؤمنوا به ويصدقوا انه رسول الله اليهم دعا صالح ربه ان يجعل له ايه فاستجاب الله له 

طلب سيدنا صالح عليه السلام من قومه ان يجتمعوا عند الصخرة الكبيرة خارج المدينة ففعلوا واذا بناقه ضخمة ضرعها ممتليء باللبن تخرج عليهم

فقال لهم صالح : هذه ناقة الله لكم ايه فذروها تأكل من ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم، واتفق صالح مع قومه ان يتركوا الماء للناقة يوما تشرب منه ولا يشربون لكن يملئون ما يشاءون من اوعيتهم من لبنها  وفي اليوم  التالى يشربون من الماء 

امن بسيدناصالح الكثير من قومه الا انا اكابر القوم والاغنياء خافوا على سلطانهم فاتفقوا على قتل الناقة وقتلوها وقالوا 

ياصالح ائتنا بما تعدنا من العذاب ان كنت من المرسلين فلما رأى سيدنا صالح عليه السلام الناقة مقتولة حزن حزنا شديدا ووعدهم ان الله سوق ينزل عليهم العذاب بعد ثلاثة ايام 

وبعد ثلاثة ايام نزل العذاب بالقوم الكافرين فاتتهم صيحة شديدة من السماء ورجفه شديدة من الارض فماتواجميعا ونجى الله صالح والذين امنوا معه وخرج من القرية مع المؤمنين وقال: ياقوم لقد ابلغتكم رساله ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين 

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 قصص الانبياء 

قصة سيدنا سليمان عليه السلام 

كان سيدنا سليمان عليه السلام بن سيدنا داود عليه السلام اصغر اخوته وكان سيدنا داود يعلمه شئون الملك ليكون ملكا من بعده، وفي يوم من الايام دخل رجلان على سيدنا داود وابنه سليمان في ساحه القضاء فاشتكى واحد منهما وقال: انا عندى مزرعه تعبت في زراعتها حتى اخرجت ثمارها وجاءت غنم هذا الرجل واكلت ما زرعته واتلفت المزرعه فنظر سيدنا داود للرجل الاخر ليدافع عن نفسه فلم يتكلم فتأكد من صدق الرجل صاحب المزرعه فحكم سيدنا داود بان يأخذ صاحب المزرعه غنم الرجل عوضا عن تلف مزرعته

فقال سيدنا سليمان : ياابي ارى ان يأخذ صاحب المزرعه غنم الرجل ويستفيد من لبنها وصوفها ويأخذ صاحب الغنم المزرعه فيقوم بزراعتها حتى تثمر فيعيدها الى صاحبها ويسترد غنمه تبسم سيدنا داود واعجب بهذا الحكم وادرك ان سليمان خير من يخلفه في الملك ، سيدنا ليمان عليه السلام نبي من انبياء الله اتاه الله النبوة والملك وسخر له طائفه من الجن والطير والانس 

كلما علمه لغه الطير والحيوان وفي يوم من الايام تفقد سليمان الطير فلم يجد الهدهد فبحث عنه فلم يجده فقال : اذ لم يأتنى بحجه لتغيبه فسوف اعذبه او اذبحه فلما جاء الهدهد قال للنبي سليمان جئتك بما لم تعلمه من سبأ 

وجدت امرأة تملكهم تسمى  بلقيس وجدتها وقومها يعبدون  الشمس ولا يعبدون الله ولها عرش عظيم فكتب نبي الله سليمان رساله يدعو فيها الملكة بلقيس وقومها الى عباده الله الواحد الاحد واعطاها للهدهد ليوصلها لهم وقد وصى الهدهد ان يلقي الرساله وينتظر حتى يرى ما يفعلون

كانت الملكة بلقيس حكيمة فشاورت قومها في امر الرساله فقالوا لها: نحن قوم ذو قوة ولكن الملكة رأت ان ترسل هدية لسيدنا سليمان وترى ماذا يفعل؟ فان كان نبيا فسوف يرد الهدية وان كان غير ذلك فسوف يقبلها ، رد نبي الله الهدية فقررت بلقيس الذهاب اليه 

ولكى يعرفها سيدنا سليمان بعظم ملكه الذى وهبه الله لله قال من ياتنى بعرشها "قال عفريت من الجن انا اتي به قبل ان تقوم من مقامك وانى عليه لقوى امين.قال الذى عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك" فلما استقر عنده شكر الله على ما اتاه من النعم، وامر سليمان بتغيير بعض ملامح العرش 

لينظر اتعرفه ام لا؟ فلما رأته الملكة بلقيس تعجبت وقالت: كانه هو وكان سليمان عليه السلام معدا لها مفاجاه وهى قصر من البلور اقيمت ارضيته فوق الماء فلما قيل لها ادخلى وقفت مدهوشة امام هذه العجائب التى تعجز البشر فرجعت الى الله واعترفت بظلمها لنفسها بعبادة اله غير اله واعلنت اسلامها مع سليمان لله رب العالمين 

وذات يوم بينما كان الجن يقومون بالعمل الذى كلفهم به سليمان دخل سيدنا سليمان محرابه ليتعبد فتوفاه الله وهو متكئا على عصاه لكن لم يعلم بوفاته احد واخذت القردة تأكل في عصاه حتى تحركت فسقط سيدنا سليمان على الارض فعلم الجن بوفاته وقالوا: لو كنا نعلم الغيب ما مكثنا في هذا العذاب من عمل شاق كلفنا به سيدنا سليمان 

//////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 قصص الانبياء 

قصة سيدنا ابراهيم 

ولد سيدنا ابراهيم عليه السلام في بلد "فادام ارام" ببابل في العراق وكان والده "آزر" ينحت الاصنام لكن سيدنا ابراهيم نشأ كارها لعبادة الاصنام واخذ يفكر في حقيقة الكون واخذ يبحث عن الاله الحق ، فتأمل في السماء ونظر الى الكواكب والنجوم والقمر والشمس لكن الله سبحانه وتعالى نور له بصيرته واوحى اليه ان يسلم لله رب العالمين وجاءه الوحى مبشرا بالنبوة  دعا سيدنا ابراهيم عليه السلام 

لعبادة الله وترك عبادة الاصنام واخذ يخاطب عقولهم وكان اول من دعاه ابوه ازر لكن الاب رفض الايمان وهدد سيدنا ابراهيم بالقتل رميا بالحجارة وطرده من البيت فدعا له سيدنا ابراهيم بالهداية والمغفرة ، كان هناك احتفال كبير سوف يقام على الضفة الاخرى من النهر وسوف يخرج له الناس ولما علم سيدنا ابراهيم بخروجهم توجه للمعبد وحطم اصنامهم ووضع الفأس في رقبة اكبر الاصنام 

ولما رجع الناس رأوا ما حدث لاصنامهم فتساؤلوا : من فعل هذا بالهتنا ؟ قال احدهم: انه ابراهيم الذى ليس على ديننا فدعاه الحاكم فساله: اانت فعلت هذا بالهتنا ياابراهيم؟ قال: بل فعله كبيرهم فسالوه !! قال الكهنه ؟ انهم لا ينطقون فقال ابراهيم : اتعبدون اصناما تصنعونها بايديكم ولا تملك حتى الدفاع عن نفسها؟رد الكفار المعاندون : احرقوه وانصروا الهتكم 

فاشعلوا نارا عظيمة ثم القوا سيدنا ابراهيم فيها بعد ان فيدوه فنجاه الله منها " قلنا يانار كونى بردا وسلاما على ابراهيم" وبالطبع هذه معجزة كبيرة كانت سببا في ايمان الكثير من قومه ، ذهب ابراهيم عليه السلام الى فلسطين ومعه زوجته ساره ثم هاجر الى مصر بعد ان تعرضت البلاد لجفاف شديد ثم عاد مره اخرى الى فلسطين هو وزوجته ومعهما جاريه اسمها هاجر قد اهداها حاكم مصر للسيدة ساره 

كانت السيدة ساره عقيما لا تنجب فوهبت هاجر لسيدنا ابراهيم ليتزوجها فتزوجها وانجب منها اسماعيل عليه السلام وطلبت السيدة ساره من ابراهيم ان يسكن هاجر ووليدها في منزل اخر فاوحى الله اليه ان يسير بزوجته وولده ففعل حتى وصل الى ارض الحجاز حيث مكه وكانت مكه في هذا الوقت صحراء لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر

ودع ابراهيم زوجته هاجر فخافت وسالته: كيف تتركنا في هذا المكان الموحش؟ وكررت السؤال اكثر من مره فلم يجبها حتى قالت له: الله امرك بهذا ؟ فقال : نعم قالت 

اذن لن يضيعنا وترك ابراهيم هاجر وولده الرضيع اسماعيل داعيا ربه

" ( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ 

مكثت هاجر في هذا المكان ومرت الايام حتى نفذ كل ما معها من طعام وماء وجاع اسماعيل وعطش واخذ يبكى ويصرخ فاخذت الام تجرى مسرعة تبحث عن الماء 

فصعدت جبل الصفا فلم تجد شيئا فنزلت مسرعه ثم صعدت جبل المروة فلم تجد شيئا فنزلت بسرعه متجهه نحو جبل الصفا وفعلت هذا سبع مرات حتى تعبت، وبينما اساماعيل يبكى ويضرب الارض بقدميه فاذا بالماء يخرج من تحت قدميه جرت هاجر نحو الماء واخذت تسقى وليدها وشربت وحوطت على الماء وهى تقول زم زم فسمى بئر زمزم ورأت الطيور الماء فحامت حوله في السماء فشاهدت الطيور قبيله جرهم التى كانت تسير في الطريق فعرفت ان هناك ماء فتوجهوا اليه وطلبوا من هاجر ان تسمح لهم بالاقامه قريبا من الماء فسمحت لهم بذلك وعاشت بجوارهم في امان 

وجاء سيدنا ابراهيم في زيارتهم وذات يوم قال لابنه اسماعيل : يابنى انى ارى في المنام انى اذبحك فانظر ماذا ترى؟ كان اسماعيل يعرف ان اباه نبي وان رؤيا الانبياء  وحى من الله فقال لابيه: افعل ما تؤمر لم يتردد ابراهيم في تنفيذ امر ربه بذبح ولده كما لم يتزعزع ايمان اسماعيل ولم هم ابراهيم بذبح ولده اسماعيل قال اسماعيل لابيه اذبحنى من الخلف حتى لا تقع الشفقة في قلبك وتتردد في تنفيذ امر الله وفعل ابراهيم واخذ يذبح اسماعيل فلم تذبح السكين بامر اله وفداه الله بكبش عظيم ، ولما كبر اسماعيل امر الله سيدنا ابراهيم ان يبنى الكعبه فبناها هو وابنه اسماعيل هذه الكعبه التى جعل الحج اليها ركنا من اركان الاسلام 

///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////

 قصص الانبياء 

قصة سيدنا يوسف عليه السلام 

رأى يوسف في المنام احد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له فلما استيقظ قص رؤياه على ابيه ففطن الاب على ما تدل عليه الرؤيا من مكانه يوسف وما سيكون له من شأن عظيم، فنصحه الا يقص رؤياه على اخوته حتى لا يلقي الشيطان الغيرة في قلوبهم، رأى اخوة يوسف مكانه اخيهم عند ابيهم وحبه له فغاروا منه غيره شديدة واتفقوا على قتله او القائه في ارض بعيده عن ارضهم

واقترح اخوهم الاكبر ان يلقوه في بئر في طريق القوافل فيأخذه احد المارة بعيدا عنهم ذهب الاخوة الى ابيهم وعرضوا عليه ان يأخذوا يوسف يلعب ويجرى معهم اثناء رعيهم للغنم فرد قائلا انى اخاف ان يأكله الذئب قالوا لن يأكله الذئب ونحن عصبه والحوا عليه في الطلب حتى وافق، فاخذوه والقوه في البئر بعد ان اخذوا قميصه ووضعوا عليه الدماء 

وعادوا الى ابيهم متظاهرين بالحزن والبكاء وقالوا : لقد اخذنا نجرى ونستبق وتركنا يوسف عند امتعتنا فاكله الذئب ولم يبق منه سوى قميصه هذا فلما رأى يعقوب القميص سليما قال لهم: بل سولت لكم انفسكم  امرا لا يعلمه الا الله فصبر جميل ، مر بعض المسافرين على البئر فرأوا يوسف واخرجوه وباعوه في سوق العبيد بمصر فاشتراه عزيز مصر واحسن اليه وعامله كابنه 

كبر يوسف عليه السلام وازداد حسنا وجمالا وقوة فاحبته زوجه العزيز حبا شديدا وفي احد الايام وبعد خروج زوجها من البيت تزينت واغلقت الابواب وذهبت الى يوسف تعرض عليه حبها فاستعاذ بالله ان يكون عاصيا لله وخائنا لصاحب البيت فالحت عليه في الطلب فحاول ان يهرب وجرى الى الباب فجذبته من الخلف بشدة فتمزق قميصه وفي هذه اللحظة فوجئت بدخول زوجها من الباب فاسرعت قائله : ما جزاء من اراد ان يتعدى على زوجتك الا ان يسجن او يعذب عذابا شديدا؟ فرد يوسف : بل في التى ارادت هذا 

فشهد شاهد من اهلها ان كان القميص قد تمزق من الامام فصدقت وان كان قد تمزق من الخلف فكذبت فلما رأى زوجها القميص تمزق من الخلف تأكد من براءه يوسف وطلب منه الاعراض عن هذا الفعل، انتشر الخبر بين النسوة في المدينة فاعدت لهن طعاما ودعتهن اليه ووضعت لكل واحده منهن سكينا وامرت يوسف بالخروج عليهن فلما رأينه اعجبن به اعجابا شديدا حتى انهن قطعن ايديهن بدلا من الطعام فصارحت امراة العزيز بحها له وهجته بالسجن ان لم يلبي رغبتها فقال يوسف عليه السلام : السجن احب الى ، امر العزيز بسجن يوسف 

ودخل مع يوسف السجن فتيان رأى احداهما في منامه انه يعصر خمرا ورأى الاخر انه يحمل فوق رأسه خبزا تأكل الطير منه فقص كل واحد منهما على يوسف رؤيته  فدعاهم يوسف اولا الى عبادة الله وحده ثم فسر لكل منهما رؤياه فالاول سوف يخرج من السجن ويعمل ساقي الملك والاخر سوف يقتل وفي احدى الليالي رأى الملك رؤيا افزعته وحار المفسون في تفسيرها حينئذ تذكر ساقي الملك يوسف واخبر الملك بقدرة يوسف على تفسير الرؤيا ، فسر يوسف الرؤيا وقال: انه سوف تمر مصر بفترتين الاولى سبع سنوات من الرخاء وكثرة الخيرات والمحاصيل ويأتى بعدها سبع سنوات يقل فيها الماء وتجف الارض 

اعجب الملك بتفسيره وطلب ان يحضر اليه يوسف فرفض يوسف حتى يحقق الملك في قضيه سجنه ففعل الملك واعترفت امراة العزيز انه بريء وعينه الملك وزيرا على خزائن مصر فاحسن التدبير وادخر المحاصيل واتت اعوام الجفاف فارسل يعقوب عليه السلام ابناءه الى مصر لاحضار الطعام فلما دخلوا على اخيهم عرفهم لكنهم لم يعرفوه وطلب منهم ان يأتوا له بااخ لهم من ابيهم فرجعوا والحوا على ابيهم ان يبقي اخاه بنيامين معه فامر بكأس الملك فوضعت في امتعه اخيه ونادى مناد : لقد سرق كأس النلك وفتشت امتعه الاخوة جميعا فاخرجوا الكأس من متاع اخيه بنيامين

فاخذه يوسف وابقاه معه ، رجع اخوته الى ابيهم واخبروه بما حدث فحزن وبكى بكاءا شديدا حتى فقد بصره وقال لهم اذهبوا وابحثوا عن يوسف ولا تيأسوا من رحمه الله فلما رجعوا الى يوسف عرفهم بنفسه وسامحهم واعطاهم قميصه وقال لهم: اذهبوا به الى ابي والقوه على وجهه فيرتد بصره باذن الله وائتونى باهلكم اجمعين، وحضر يعقوب واهله  الى مصر ودخلوا على يوسف وانحنوا له ساجدين وقد كانت هذه تحية العظماء في ذلك الوقت ورفع ابويه على العرض وقال : ذلك تأويل رؤياي من قبل قد جعها ربي حقا