t

super baby

الف ليلة وليلة - قصه شهرزاد وشهريار حصري


















 

غَضِبَ الْمَلِكُ شَهْرَيَارْ لِأَخِيهِ وَأَقْسَمَ أَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ كُلِّ
النِّسَاءِ، فَكَانَ يَتَزَوَّجُ كُلَّ لَيْلَةٍ امْرَأَةً ثُمَّ يُنَادِي السَّيَّافَ فِي
الصباح وَيَأْمُرُهُ بقطع رَأْسِهَا
دُونَ أَنْ يَكْتَرِثَ بِتَوَسُلَاتِهَا وَبُكَائِهَا أَوْ حُزْنِ أَهْلِهَا
وَجِيرَانِهَا ..



كَانَ الْمَلِكُ شَهْرَيَارُ قَاسِيَ الْقَلْبِ جَبَّارًا.. لَا يَشْفِي غِلَّهُ
شَرَهُهُ لِلدَّمَاءِ بَلْ كَانَ سَعِيدًا بِالرُّءُوسِ الْمُتَطَابِرَةِ مِنْ
زَوْجَاتِهِ ... وَهَكَذَا سَادَ الْحُزْنُ الْمَمْلَكَةَ وَالْخَوْفُ سَكَنَ
كُلَّ بَيْتٍ فِيهِ فَتَاةٌ.. وَهَاجَرَ كُلُّ مَنِ اسْتَطَاعَ هَرَبًا بِبَنَاتِهِ!!



كَانَ لِكَبِيرِ وُزَرَاءِ الْمَلِكِ شَهْرَيَارُ ابْنَةٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا
شَهْرَزَادْ... وَكَانَتْ كَثِيرَةَ الاطلاعِ عَلَى كُتُبِ الْأَوَّلِينَ،
تُلِمُ بِالْأَخْبَارِ عَنِ الْمَمَالِكِ وَالْإِمَارَاتِ... مُسْتَخْلِصَةً
أَمْثَالَ ... وَكَانَتْ شَ
مِنْهَا الْعِبَرَ وَالْحِكَمَ بِحِكَايَاتِ
الْجَانَّ وَالسِّحْرِ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .... وَعَالَمِ الْمُغَامَرَاتِ.



فِي ذَاتِ يَوْمٍ قَرَّرَتْ شَهْرَزَادْ أَنْ تَتَزَوَّجَ مِنَ الْمَلِكِ شَهْرَيَارْ
لِتُنْقِذَ فَتَيَاتِ الْمَمْلَكَةِ مِنَ الْقَتْلِ ... وَأَهَالِيَهُنَّ مِنَ الْحُزْنِ...
وَطَلَبَتْ مِنْ أَبِيهَا ذَلِكَ الْأَمْرَ... فَخَافَ عَلَيْهَا وَعَلَى أُخْتِهَا
دِينَارْ زَادْ لَكِنَّهُ وَافَقَ بَعْدَ إِصْرَارِهَا عَلَى زَوَاجِهَا.



أُقِيمَتِ الْأَفْرَاحُ وَتَزَوَّجَ الْمَلِكُ شَهْرَيَارٌ مِنْ شَهْرَزَادْ)
فَطَلَبَتْ مِنْهُ أَنْ تَحْكِيَ لَهُ إِحْدَى الْحِكَايَاتِ... فَوَافَقَ
فَصَارَتْ تَرْوِي لَهُ مِنَ الْعَجَائِبِ مَا يَجْعَلُهُ غَارِقًا فِي
الْأَفْكَارِ مُنْجَذِبًا لَهَا لِمَعْرِفَةِ نِهَايَةِ أَحْدَاثِ الْحِكَايَةِ ..
كَانَتْ شَهْرَزَادْ مِنَ الذَّكَاءِ بِحَيْثُ لَا تُنْهِي الْحِكَايَةَ بَلْ تُوَلَّدُ
مِنْهَا حِكَايَةً أُخْرَى.



نَسَجَتْ شَهْرَزَادْ خُيُوطَ حِكَايَاتِهَا بِعِنَايَةٍ حَوْلَ شَهْرَيَارْ فَلَمْ
يَسْتَطِعِ الْخُرُوجَ مِنْ عَالَمِ الْجَانٌ وَخَوَارِقِ الْأَحْدَاثِ
وَغَرَائِبِ الْأَخْبَارِ حَتَّى صَارَ أَسِيرًا لَهَا ... يَنْتَظِرُ حِكَايَاتِهَا
وَعُذُوبَةَ حَدِيثِهَا ... وَجَمَالَ لَفَتَاتِهَا . ذَكَاءَهَا ...



كَانَتْ شَهْرَزَادْ تَحْكِي فِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَتَّى
يُؤَذَنَ الدِّيكَ وَيُعْلِنَ
عَنْ قُدُومٍ فَجْرِ جَدِيدِ... وَيَوْمِ يُضَافُ لِحَيَاتِهَا الَّتِي هِيَ عَلَى
حَافَةِ السَّيْفِ..... فَلَمَّا أَتَمَّتْ لَيْلَتَهَا الْأَلْفَ عَفَا عَنْهَا الْمَلكُ
وَتَغَيَّرَ مِزَاجُهُ وَصَارَ مَحْبُوبًا حَنُونًا ... فَهَيَّا نَسْمَعْ مَعًا بَعْضَ
حِكَايَاتِهَا الرَّائِعَةِ الْبَدِيعَةِ ...

أضف تعليق... send
comment url

مقالات قد تهمك