قصه صانع الاحذية
جداً. وذات يوم أعلن الملك أنه يريد حذاءًا ليس له مثيل في كل البلاد ومن يصنع
له هذا الحذاء ستكون له مكافأة ضخمة.
وكان صانع الأحذية في بيته عندما سمع هو وأسرته صوت المنادي وهو ينادي
بهذا الخبر في الشوارع، فقالت له زوجته أنت صانع أحذية ماهر وعليك أن تصنع
حذاء الملك وبالتأكيد ستفوز بالمكافأة.
كان صانع الأحذية متردد ويخشى الفشل لكن زوجته وأبناءه شجعوه فظل في
حجرته شهراً كاملاً يصنع حذاء الملك ولا يخرج للناس.
وبعد شهر خرج صانع الأحذية بحذاء رائع جداً انبهرت به زوجته وأبناءه وأكدوا
له أنه هو الفائز.
وفي اليوم المحدد ذهب صانع الأحذية إلى قصر الملك ليقدم له الحذاء ولكن كان
كل صانع أحذية قبل أن يدخل للملك يقوم الحراس بتفتيشه جيداً ويروا كل ما
معه .
ورأى الحراس الحذاء الرائع وأيقنوا أنه الفائز بالمكافأة الضخمة ، فأمسك حارس
البوابة الرجل وقال له : أعلم أنه عليك أن تعطيني نصف ما يعطيك الملك والا
اتهمتك بالخيانه وجعلت الملك يلقيك في السجن.
رد عليه صانع الأحذية : ولكن هذا ليس من حقك لقد تعبت وحدي.
قال الحارس والشر على وجهه : هذا أمر .. ولقد أنذرتك...
وافق صانع الأحذية من شدة خوفه وتحرك نحو باب حجرة العرش
وهناك أوقفه حارس الحجره وقال له : أعلم أن عليك أن تعطيني نصف ما يعطيك
الملك وإلا اتهمتك بالخيانة وجعلت الملك يأمر بقتلك.
قال صانع الأحذية : ولكن هذا ظلم .. لقد تعبت وحدي. وهذا ليس من حقك.
قال الحارس في شر واضح هذا أمر وإذا لم تنفذ ما أقول سأقضي عليك.
ومن خوفه وافق صانع الأحذية على ما يقوله الحارس ودخل صانع الأحذية
إلى الملك وهو يتمنى ألا يفوز. ولكن الملك عندما رأى الحذاء أعجب به جداً.
وعرضه على وزراءه وكل من في مجلسه فأعجب به الجميع.
قال الملك للصانع : هذا حذاء رائع وعليك أيها الرجل أن تطلب ما تشاء مكافأة
لك.
بدا على صانع الأحذية الحزن ولم يجب فتعجب الجميع من موقفه فكرر الملك
عليه قوله وفكر صانع الأحذية ماذا يفعل.
وفجأة جاءت في عقله فكرة فقال صانع الأحذية للملك: مولاي الملك إني أطلب
ألف جلدة على ظهري.
اندهش الملك وجميع الحاضرين وقال الملك في :تعجب: تطلب ألف جلدة مكافأة
لك ؟!!!
فقال الرجال في إصرار نعم يا مولاي.. وأرجوك أن تحقق لي رغبتي.
قال الملك : أشعر أن بالأمر سراً ولكني أوافق على طلبك.
والتفت إلى الجلاد وقال أمرنا بجلد صانع الأحذية ألف جلدة.
قال صانع الأحذية : أشكرك يا مولاي على موافقتك واسمح لي أن أطلعك على
السر
وحكي للملك ما حدث من الحارسين، فاستدعى الملك الحارسين وواجههم بالرجل
فلم يستطيعا الإنكار. فأمر الملك بجلد كل منهما ألف جلدة كاملة وطردهما من
القصر، وأمر بصرف مكافأة لصانع الأحذية جزاء ما صنع ومكافأة أخرى على
ذكاءه وعينه في القصر.
ومن يومها لم يعد صانع أحذية فقير و أصبح يعيش هو وأسرته في بيت جميل
وذلك بفضل ذكاءه وحسن تصرفه.