الف ليلة وليلة 

قصة ملك يونان والحكيم بودين 

يحكى ان 

في قديم الزمان وسالف العصر والاوان عاش ملك اسمه يونان وكان مصابا بالجذام وحاول الاطباء من مختلف انحاء البلاد ان يشفوه ولكن لم يظهر اى تحسن على حال الملك 

في احد الايام اتى الى المملكة طبيب مشهور اسمه الحكيم بودين فطلبه الملك لينظر في امر مرضه فقال الحكيم : لا تقلق ايها الملك فسأشفيك غمرت السعادة  الملك وقال : حقا ان استطعت ان تشفينى فسأجعلك ثريا ثراء فاحشا 

كان مع الحكيم حقيبه اخذ منها قارورة صغيرة تحتوى على زيت ملون صب الزيت في زبدية صغيرة ومزجه بالماء فانبعث من المحلول ضوء ساطع ثم دهن الحكيم المحلول على المناطق المصابة من جسد الملك ، وقال له : والان يجب ان تستحم ايها الملك لنرى ما سيحدث 

وما ان استحم الملك حتى فوجيء بما راته عيناه ، وصاح فرحا قد شفيت بشرتى تماما وانا بصحة جيدة من جديد وكافأ الحكيم كما وعده بالقطع النقدية الذهبية وبالاشياء الثمينة وعينه طبيبا في البلاط الملكى لكن الوزير لم يعجبه الامر فبدأ يخطط لاذية الحكيم 

في صباح اليوم التالى بدأ الوزير يغرس في ذهن الملك ان الحكيم شخص سيء وقال له : يامولاى ان هذا الحكيم في واقع الامر جاسوس يعمل لصالح المملكة المجاورة وقد تقرب منك ليأخذ زمام امور المملكة منك ولما سمع الملك ذلك داخله الشك في امر الحكيم وامر بضرب عنقه في اليوم التالى 

وعندما سمع الحكيم بالامر ، اسرع الى الملك وتوسل اليه قائلا : ما ذنبي انا ايها الملك ؟ ارجوك لا تكن ظالما ولكن الملك لم يرأف بحاله ، عندها قال الحكيم انا مستعد لاموت ان اردت ذلك ولكن ارجو منك ان تقرأ هذا الكتاب قبل ان يضرب عنقي وستصبح الرجل الاكثر حكمة في العالم 

ذعر الملك بالفضول وبدأ بقراءة الكتاب وكانت الصفحة الاولى بيضاء وكذلك الصفحة الثانية وكذلك الامر بالنسبه الى الثالثة والرابعة والخامسة فتجهم الملك وقال : ما هذا ايها الحكيم بودين ؟؟ لكن الحكيم كان قد هرب واختفي عن الانظار 

في تلك اللحظة شعر لملك بشيء يسرى في عروقه وكان ذلك هو السم الذى دهنه الحكيم على صفحات الكتاب ولما بدأ السم ينفذ خلال بشرته شعر بألم شديد وخلال ثوان قليلة سقط على الارض ميتا وهكذا نال الملك عديم الرحمة العقاب الذى استحقه